الخميس، 14 مارس 2019

رحلة البنفسج || قصيدة



كنتِ وحيدة ... في زمانِك ..
وفي الزحام..
كنتِ نيزكٌ سقطَ من السماء ..
في بقعةٍ ما ..
ليس هذا المكان مكانِك ..
وليس هذا الزمان .. زمانك ..

كنتِ رهينة حُلمك ..
وطريدةَ لغةِ الضّاد ..
منذ البداية ..
كانتِ تصادفكِ النهاية ..

كنتِ محاولةً للرجوع إلى النجوم ..
وكان العدّ التنازلي ..
من الحضور إلى الغياب ..
ومن الغيابِ .. إلى العدم ..

كنتِ الذهابَ المستمّر ..
إلى نقطة ما ..
تعثر عليك تعريفها ..
كانت بعيدةً في الأفق البنفسجي ..


كلّما أفتربت منها ..
تبخرّت مع الغيوم ..
كنتِ من أردتِ أن تكوني ..
ولم تكوني ..

كنتِ مريمُ العذراء ..
ومريم المجدلية ..
وإكليل الحجارة ..
كنتِ صرخةً معزولةً..
في ذاك السواد ..
قُبيل الفجر ..

وصموا جبينكِ بالخطيئة ..
وفي عيناكِ تنبثق الحقيقة ..
وفي الصمت .. طريقة ..

كنتِ وحيدة في الضجيج ..
والهروب إلى الغياب ..

خرجت انا ملكِ من جسدكِ ..
لتبحثَ عن حدود المستحيل ...
كنتِ الهروب .. إلى الظلام ..
ومن الظلام .. إلى البياض ..
ومن البياض .. إلى طفولةٍ أخرى ..
كنتِ من أردتِ أن تكوني ..
ولم تكوني ..

جاء التصدّي للسفرجل  ..
وأنتشرت مع النجوم ..
صرتِ تنادي ..
"هل أجدُ حلمي في بلادي ؟ "
هذا الزمان .. بالرغم منهم ..
زمانِك ..
فزمانهم .. نسبيّ ..
ومكانهم .. كالماءَ .. لا لونَ .. ولا طعمَ ..
ففي أي زاويةُ من الأفق البنفسجي ..
مكانك؟

بدأت .. رحلتكِ من جديد ..
خرج الجديد من القديم ..
والقديم من الليمون ..
والحصرُم ..

شعرت بخفّةِ الأشياء ..
وطعم الثلج ..




بدأت رحلتكِ من جديد ..
" أمّاه هل أنا جميلةً  في فستاني الأبيض ؟ "

خذوا منيّ الدهرَ ..
وتضاريس السنين ..
وأعيدوا لي طفولتي ..


خذوا إسمي .. وعنواني ..
وأعيدوا لي أنوثتي ..
" أمّاه هل أنا جميلةً  في فستاني الأبيض ؟ "

خرجتِ من المرآة ...
وأنطلقتِ إلى المعنى ..
وتغيرت معالمَ وجهكِ كلّها ..
كنتِ .. أنتِ ..
ثمُّ أقتطفوكِ ..
سفرجلة مع صناديق السفرجل ..
وعدتِ .. أنتِ ..
عشبةً بريةً ..
وياسمين ..
أنبثق من بين الصخور ..
ليقول للصخور ..
صحرائكم قفراء ..

عدتِ .. برائحةٍ أخرى ..
وقلتِ لهم ..
رماليّ ذهبٌ ..
وصحرائي واحةٌ ..
ففي أي مكانٍ في صحرائكِ .. يا تُرى ..
ستزرعين البنفسج ؟

صرختِ ..
فقال لكِ الصدى ..
لا حنجرةً تحويّ صوتكِ ..
فأقصدي البرجَ الليلكي .. البعيد ..
وأصرخي .. لتكرري ..
أنشودةً خرجت من صمتِ السياج ..
إلى حرية المنفى ..
تسلّقي حبالك الصوتية ..
بعيداً عن همسهم ..
وعنِ الهباء ..

صرختِ .. فقال لكِ الصدى ..
إصرخي شغفك ..
من برجك العالي ..

صرخةً واحدةً ..
مع غياب الشمس الأخيرة ..

دينا عدنان بسيسو
14-9-2006





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق